الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها . قال البيروتي في أسنى المطالب : رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم وقال الزين العراقي : سنده صحيح اهـ. وقال السيوطي رحمه الله في مرقاة الصعود : اتفق الحفاظ على تصحيحه ، منهم الحاكم في المستدرك والبيهقي في المدخل ، وممن نص على صحته من المتأخرين الحافظ ابن حجر. اهـ وهذا اللفظ هو الموجود في النسخ التي بين أيدينا من السنن, وقد عزاه ابن كثير في البداية لسنن أبي داود فيه كلمة " أمر " وقد عزاه للحديث كل من السبكي في الإبهاج والألوسي في تفسيره ولم يذكرا تخريجا له. فالله أعلم هل وجد هؤلاء نسخا بزيادة هذه الكلمة أم لا ؟ ومعنى التجديد: إحياء ما اندرس من العمل بالكتاب والسنة والأمر بمقتضاهما, فالمجدد يبين السنة من البدعة, ويكثر العلم, وينصر أهله, ويكسر أهل البدعة ويذلهم؛ كما قال صاحب عون المعبود.
والله أعلم .