أوقات رمي الجمار

26-3-2001 | إسلام ويب

السؤال:
هل يجزيء رمي الجمار في أيام التشريق قبل الزوال، وذلك لكثرة الزحام خصوصاً يوم الثاني عشر؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: ‏
فقد اختلف الفقهاء -رحمهم الله- في توقيت رمي جمرة العقبة يوم النحر، والجمرات ‏الثلاث في أيام التشريق. ويرجع سبب اختلافهم -عند التأمل- إلى ثلاثة أمور:
الأول: ‏اختلاف النصوص الواردة في ذلك.‏
الثاني: ما يرجع إلى مصلحة معتبرة، كالزحام، والرغبة في التعجل، ونحو ذلك.
الثالث: ‏التوقيت في الأيام، كاعتبار أيام التشريق بمنزلة اليوم الواحد، فلا فدية على من أخر فيها ‏الرمي إلى يوم آخر.‏
والتوقيت في الليالي، فهل يمتد وقت الرمي إلى فجر اليوم التالي، أو ينتهي بغروب الشمس ‏من ذلك اليوم.‏
ونحن نذكر خلاصة ذلك - إن شاء الله - فنقول:‏
رمي جمرة العقبة: يبدأ الوقت المختار من بعد طلوع الشمس يوم النحر إلى غروبها، ‏وإن رمى بعد طلوع الفجر فلا حرج وإن لم يكن من أهل الأعذار. ومن كان من أهل ‏الأعذار فله الدفع من مزدلفة والرمي قبل الفجر، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ‏أرسل النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر قبل الفجر ثم مضت فأفاضت. ‏أخرجه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وقد علم بالتجربة أن النهار كافٍ في رمي الحجاج لهذه الجمرة ، فلا يتوسع بالرمي ليلاً.‏

رمي الجمار أيام التشريق: والمختار ما عليه الجمهور من أن رمي الجمار الثلاث أيام ‏التشريق يبدأ من زوال الشمس، لفعله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، مع أنه لم يكن ثمة ما ‏يشغله عن أعمال الحج في تلك الأيام ، خلافاً لأبي حنيفة في إجازة الرمي قبل الزوال في ‏رواية عنه، وأن الرمي بعد الزوال أفضل فحسب، وروي أن الإذن بالرمي قبل الزوال ‏عنده مخصوص بما إذا أراد النفر، أي التعجل في يومين، وذلك لدفع الحرج، لئلا يصل إلى ‏مكة بليل. ولا يخفى أن هذه علة غير منضبطة. ‏
أما نهاية وقت الرمي فالمختار أن وقت الأفضلية في الرمي ينتهي بغروب الشمس، لأن النبي ‏-صلى الله عليه وسلم- فعل ذلك وأصحابه -رضي الله عنهم-. وخروجاً من خلاف من منع ‏الرمي بالليل، وأن اليوم ينتهي بغروب الشمس. وننصح من ليس من الضعفة، ولا من ذوي ‏الأعذار أن لا يؤخر الرمي إلى ما بعد الغروب، للأسباب آنفة الذكر.‏
هذا وقت الأفضلية، أما وقت الجواز فإنه يمتد إلى ما قبل طلوع الفجر من اليوم التالي، لأنه ‏عليه الصلاة والسلام نفى الحرج عمن رمى بعدما أمسى، ولأنه حدد البدء، وسكت عن ‏المنتهى، ولحديث الإذن للرعاة بالرمي ليلاً.‏
والخلاصة: أن الترخص بالرمي ليلاً بسبب الزحام أقوى من الترخص بالرمي قبل الزوال ‏‏-لما سبق - ولأنه ليس مع هؤلاء إلا القياس على جمرة العقبة، وفيه نظر، لأنه قياس في ‏مقابلة النص.‏

والله أعلم.‏
‏ ‏

www.islamweb.net