الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي للمرء أن يضبط أقواله وأفعاله, وأن يدع ما يريبه إلى ما لا يريبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، كما عند الترمذي وغيره، فلا يقول إلا ما يتيقن صحته من الكلام وخلوه من المحاذير.
وبناء عليه فهذا القول لا ينبغي لكونه مجملا؛ إذ يحتمل معنى غير مشروع وهو سؤاله صلى الله عليه وسلم الشفاعة الآن توسلا به وقد منع ذلك كثير من أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فإن طلب شفاعته ودعائه واستغفاره بعد موته وعند قبره ليس مشروعاً... وليس هناك من النبي شفاعة، ولا ما يظن أنه شفاعة، فلو قال بعد موته (فشفعه في) لكان كلاما لا معنى له. وانظر الفتوى رقم: 58306 وما أحيل إليه من فتاوى خلالها.
غير أن تلك العبارة قد يقصد بها معنى صحيح وهو أن يقصد بها الإخبار عما سيكون في يوم القيامة من شفاعته في الناس وشفاعته لأمته؛ كما أخبر صلى الله عليه وسلم. وكل مؤمن يرجو شفاعته يوم القيامة، كما قال القرطبي في تفسيره: إنما يطلب كل مسلم شفاعة الرسول ويرغب إلى الله في أن تناله، لاعتقاده أنه غير سالم من الذنوب، ولا قائم لله سبحانه بكل ما افترض عليه، بل كل واحد معترف على نفسه بالنقص، فهو لذلك يخاف العقاب ويرجو النجاة.
ولكن ما دامت العبارة محتملة فالأولى تركها والتزام ما لا ريبة فيه.
والله أعلم.