الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الحضارة اليونانية حديثة النشأة بالنسبة للرسالات السماوية.
ولا شك في أن قصة آدم عليه السلام وخروجه من الجنة، وقصص أنبياء آخرين محتواة في الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه.
وإذا كان الأمر كذلك، فما المانع من أن يعرف اليونانيون أو غيرهم قصص الأنبياء الذين سبقوهم؟
وعليه، فالرد على من يقول الكلام الذي ذكرته هو أنه لا مانع من أن يكون اليونانيون القدامى قد اطلعوا على القصص التي أتت بها الكتب السماوية.
غير أنه إذا كان القائل لهذا الكلام يريد منه الإشارة إلى أن القرآن مستنسخ من كلام الأقدمين وأنه ليس وحيا من عند الله، فالجواب عليه حينئذ أن هذا الكلام سبقه إليه كفار قريش، حيث قالوا كما حكى الله عنهم: وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا. فقال الله تعالى لنبيه في ذلك: قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض.
ويكفي في الجواب عن هذا السخف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. فكيف يمكن تصور أن يأتي بهذا القصص المنسق، الذي لم يوجد فيه أي اختلاف أو تعارض، ولم يكن معروفا في مجتمعه؟
ثم اعلم أن الإعراض عمن هذه حاله من الجهل وتدني المستوى الفكري أولى من محاججته.
والله أعلم.