الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الطفل إذا لم يعط منشطات للقلب فسيموت ، فإن إمساكها عنه يعتبر تسببا في قتله ، وذلك حرام ، لأنه قتل للنفس التي حرم الله بغير حق ، وفاعله يلزمه ما يلزم القاتل .
ثم إن الحامل على ما ذكر هو اليأس من شفاء الطفل ، وذلك قنوط من رحمة الله تعالى ، وقد قال تعالى : وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56 } وقال تعالى : وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87 } وإذا كان الشرع الحكيم نهى عن تمني الموت لضر نزل بالإنسان ، فكيف بالقتل أو المساعدة عليه .
فاعلم ــ إذا ـ أن الله تعالى أعلم بما سيكون عليه حال هذا الطفل ، وقد خلقه على الكيفية التي هو عليها لحكمة لا يعلمها إلا الله ، ولا يجوز التسبب في قتله ولو تُحقق أنه سيعيش معوقا .
وعليه فواجبك أن ترد على الطبيب بأنك لا تقبل بحال من الأحوال قطع منشطات القلب عن الطفل ، وأنه إن فعل ذلك فسيتحمل المسؤولية .
والله أعلم .