الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الثبات على الإيمان، وأن يرزقك الله رزقاً حسناً حلالاً. واعلم يا أخي أنه لا بد مع الإيمان من الابتلاء، قال الله تعالى: ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت:1-2}، وتكون الفتنة في النفس والمال وغير ذلك، قال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}.
فالبشرى كل البشرى لمن صبر وعف عن الحرام حتى يوسع الله عليه من الحلال الطيب، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، قالها يوسف عليه الصلاة والسلام عن نفسه وحاله بعد رحلة العذاب والعبودية والحرمان.
فيا أيها الأخ الكريم: أقلع فوراً عن تناول الحرام فإنه لا خير فيه وإن كثر، واقنع بالحلال القليل فإن فيه البركة وإن قلّ، فالعبرة ليست بالقلة والكثرة وإنما بالحلال والحرام، فلا يحل لك أخذ المال الحرام ولو كان كل من حولك يتناوله فإنك تحاسب وحدك، قال الله تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}.
والحل الشرعي المنطقي هو أن تعف عن الحرام وتصبر وتبحث عن الحلال داخل بلدك وخارجها، وإذا علم الله منك صدقاً وعزيمة وفقك وأخذ بيدك: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
والله أعلم.