الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من نطق بالشهادتين يعتبر مسلماً ويعامل معاملة المسلمين، إذا كان عارفاً بمعناها معتقداً له، ويدل لهذا ما ثبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من اعتبار المرء مسلماً بمجرد نطقه بشهادة التوحيد، ففي الصحيحين عن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهم قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال: لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحه حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا أسامة أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله، قال: قلت: يا رسول الله إنما كان متعوذا، قال: فقال: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله، قال: فما زال يكررها علي حتى تمنيت إني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم.
ويتعين عليه مع ذلك الكفر بما سوى الله والعمل بمقتضى شهادة التوحيد وشروطها وتعلم باقي أركان الإيمان واعتقادها والتزام حق الشهادتين من الخضوع والاستسلام للشرع، كما قال صلى الله عليه وسلم: إلاَّ بحقها. وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5398، 50911، 12284، 12517، 11344.
والله أعلم.