الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن كان العهد بمعنى التلفظ باليمين، فإنك بمخالفتك له تحنث، ويلزمك كفارة اليمين، وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط طعامك، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فإن لم تجد فصيام ثلاثة أيام.
وإن كان العهد مجرداً من اليمين، فإن الإخلال به مع الخَلْق من مساوئ الأخلاق التي حذر منها الشارع الكريم، فكيف إذا كان مع الله، وعلى ترك معصيته، فإن الوفاء به يكون آكد والإخلال به أشنع، وقد امتدح الله المؤمنين بصدقهم في عهدهم معه سبحانه فقال: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر) [الأحزاب: 23].
وبين سبحانه أن من صفات المنافقين التفلت من عهد الله فقال: (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولاً) [الأحزاب: 15]. أي: هم مسؤولون عن توليهم وإدبارهم.
ولكن لا يلزم كفارة إن لم تتلفظ بيمين، وإنما يكفيك التوبة والاستغفار، والإكثار من الطاعات، وينبغي لك العزم الجازم على ترك التدخين لما فيه من ضرر على دينك ودنياك. وانظر في ذلك الفتوى رقم 1819، 6449والله أعلم.