الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على الأخت السائلة أن تقضي يوماً بدل اليوم الذي تسحرت فيه بعد أذان الفجر، لأن من أكل أو شرب ظاناً أن الفجر لم يطلع أو أن الشمس غربت ثم تبين خلاف ظنه وجب عليه قضاء ذلك اليوم وإمساكه أيضا حرمة للشهر، وقد سبق توضيح هذا في الفتوى رقم: 58218، والفتوى رقم: 12537.
ولقد أخطأت والدة السائلة فيما فعلت حيث تعمدت إفساد صيام ابنتها، وكان عليها أن تخاف الله تعالى لأن الصيام فريضة فرضها الله على المسلم البالغ العاقل إلا لعذر كسفر ومرض، ولا يجوز التلاعب بها، وليس مجرد خوفها على ابنتها من فوات السحور عذراً لما فعلت. لأن من لم يكن مريضاً لا يجوز له الإفطار ولو فاته السحور ويجب عليه أن يتابع صيامه فإذا استطاع إكمال اليوم فهذا هو المطلوب وإن عجز عن إكماله بسبب وجود مشقة لا تحتمل أفطر وقضى يوما مكان ذلك اليوم، وعلى هذه المرأة المتسببة في فساد هذا اليوم أن تتوب إلى الله تعالى من فعلها ولا تعود لمثل هذا، لأنه يتنافى مع النصيحة الواجبة على المسلم تجاه أخيه المسلم، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 25543.
والله أعلم.