الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يتقبل توبتك، ويعينك على الثبات عليها، وأبشري بتوبة الله عليك إن صدقت في توبتك، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويحب التوابين ويفرح بتوبة عبده، أما عن الشعور والإحساس القلبي الذي تحسين به فإن عليك مدافعته عن نفسك وعدم الاسترسال معه ولا تؤاخذين عليه ولا تأثمين به ما لم تحولي هذا الشعور والإحساس إلى عمل أو قول محرم، ففي الحديث: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل. رواه النسائي والترمذي.
فينبغي لك أن تحسني الظن بالله وتتقربي إليه بالأعمال الصالحة فإنه سبحانه قال في الحديث القدسي المتفق عليه: أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.
والتقرب منه سبحانه يكون بالإكثار من النوافل، بعد أداء الفرائض، ففي الحديث: إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه.... رواه البخاري.
وعليك مجاهدة نفسك ومحاولة نسيان هذا الرجل، وقطع الطمع فيه، ونحيلك على الفتوى رقم: 9360 ففيها بيان علاج من ابتلي بمثل هذا الداء.
والله أعلم.