الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج في التسمية بذلك الاسم لخلوه من المحاذير، وإن كان ديان لفظ يقتضي العظمة والقهر، وهو بالتعريف من أسماء الله تعالى، ومعناه الحكم القهار من دان الناس أي قهرهم، فيجوز التسمي به مفرداً ومركباً، والأولى أن يختار للمولود من الأسماء أحسنها وأجملها كما بينا في الفتوى رقم: 10793، ويجتنب من ذلك ما كان مكروها أو ممنوعاً، كما بينا في الفتوى رقم: 12614، والفتوى رقم: 20837.
ولا حرج في الإضافة في الأسماء كما بينا في الفتوى رقم: 63615 فيجوز تسمية المولود بذلك الاسم، والأولى أن يسمى بما ذكرناه في الفتاوى المحال إليها.
وأما ما وقفت عليه من إطلاق (ديان العرب) على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى أحمد في مسنده أن الأعشى الأعور نشزت منه امرأته وعاذت برجل منهم يقال له بهصل فقال الأعشى للنبي صلى الله عليه وسلم:
يا سيد الناس وديان العرب إليك أشكو ذربة من الذرب... إلخ أبياته.
وهذا الحديث قال الهيتمي عنه في مجمع الزوائد رجاله ثقات، وضعفه الأرناؤوط.
وكذلك ما روي من إطلاق ذلك على علي رضي الله عنه كما في لسان العرب لابن منظور قال: سئل بعض السلف عن علي رضي الله عنه فقال: كان ديان هذه الأمة بعد نبيها. أي قاضيها وحاكمها، وكذلك في النهاية في غريب الحديث والأثر، فالديان هنا بمعنى القاضي والحاكم وذلك من معانيها.
والله أعلم.