الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيراً على خوفك على والدك، وحرصك على أن يتقرب إلى الله لينتفع بالثواب في الآخرة، وهذا لاشك من أعظم البر بالوالدين. ولكن الذي ننصحك به أن تبدئي بنصحه بفعل الواجبات وترك المحرمات قبل نصحه بأداء المستحبات وفضائل الأعمال، كما ننصحك أن تترفقي في نصحه وأن لا تواجهيه بعيوبه وتقصيره، واكتفي في نصحه بأقل الكلمات وانتقي أرق العبارات، والأفضل أن تهديه بعض الأشرطة النافعة أو الكتيبات والمطويات، فذلك أبلغ في نصح الآباء. وأكثري من الدعاء له أن يشرح الله صدره ويهديه وأن يختم له بالإيمان ويرزقه التوبة النصوح قبل الموت، وانظري الفتوى رقم: 21794، كما يجب عليك أن تصحبي والدك بالمعروف وأن تخفضي له الجناح وإن كان عاصياً، فإن منزلة الأب في الإسلام عظيمة، والوالد أوسط أبواب الجنة. واعلمي أنك إن أديت لوالدك واجب النصح وأصر هو على التفريط في جنب الله، فإن الله لا يسألك عن تقصيره يوم القيامة، وانظري الفتويين: 18839 ، 35359.
والله أعلم.