الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي أن يكون تأخرك في بداية طلب العلم مقعدا لك عن الدراسة، فلقد بدأ الصحابة طلب العلم وهم كبار في السن ثم تفقهوا وسادوا الدنيا وملؤوها علما وفقها، وكذلك فإن كثيرا من فقهاء الأمة قد تأخروا في الطلب لكنهم بفضل الله تعالى وتوفيقه لهم ثم بعلو همتهم نبغوا وظهروا، ومن هؤلاء الإمام العز بن عبد السلام سلطان العلماء، فقد بدأ طلب العلم وقد تجاوز الأربعين من عمره.
ومن أهم ما يعينك على طلب العلم مجالسة الصالحين الذين رزقهم الله علو الهمة في طلب العلم، فإن صحبتهم نافعة جدا ، والصاحب ساحب والطباع سراقة.
ومما يرفع همتك كذلك قراءة سير العلماء والأئمة المتقدمين الذين علت همتهم واستخدمهم الله في حفظ دينه وتبليغ شريعته فكانت أقدامهم في الثرى وهممهم في الثريا، ومن الكتب التي اختصت بذكر أخبارهم كتاب نزهة الفضلاء في اختصار سير أعلام النبلاء للدكتور محمد حسن عقيل موسى، وكتاب صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل للشيخ عبد الفتاح أبو غدة ، وكتاب: علو الهمة للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم.
وانظر طريقة التعلم المرضية في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 56544 51291 57232 4131.
وبالنسبة لعلاقة الزواج بطلب العلم راجع الفتوى رقم: 10426.
واعلم أنه لا ضابط لتحديد ساعات الطلب في اليوم والليلة، وإنما ينبغي أن تستغل جميع وقتك فيما ينفعك ولا تجعله يذهب سدى دون انتفاع أو استفادة، فبادر بالمذاكرة والدراسة قبل الشواغل التي تطرأ في المستقبل كمرض أو طلب رزق أو نحو ذلك.
والله أعلم.