الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أعطاك الله تعالى من الزوجة ذات الخلق والدين هو من رزقه وتفضله على عباده، وعليك أن تحمد الله تعلى على ذلك وتشكره وتسأله المزيد من إنعامه والعون على شكره، وما ذكرت من نقص أو عدم كمال في جسم زوجتك يغطي عليه الدين والخلق، فكم من شخص كامل الجسم لكنه عار من الدين والأخلاق مما يحيل الحياة معه إلى جحيم لا يطاق، وخاصة الحياة الزوجية التي تتطلب المودة والسكن النفسيين، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.
فإذا ذكرت بعض النقص في الجسم فاذكر ما يغطي على ذلك من محاسن الدين والأخلاق الفاضلة والتي فقدتها كثير من الزوجات اليوم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر. رواه مسلم
فعلى المسلم أن يرضى بما قسم الله تعالى له فذلك من الرضا بالقضاء والقدر الذي هو ركن من أركان الإيمان، فالله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بالخير ليشكروا ويصرفوا نعمه فيما يرضيه سبحانه وتعالى، كما يبتليهم بالشر ليصبروا ويرضوا بقضائه وقدره؛ كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35} وقال: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {الملك: 2}
ولذلك فما أصاب الإنسان من خير وشر يمكن أن يكون بسبب طاعته أو معصيته، ويمكن أن يكون ابتلاء وامتحانا من الله تعالى، والتعمق في البحث عن ذلك والخوض فيه يجر إلى ما لا تحمد عقباه من الخوض في قدر الله تعالى وقضائه المنهي عن الخوض فيهما شرعا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإذا ذكر القضاء فأمسكوا رواه الطبراني.
لأن القضاء سر الله في خلقه لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، وأعلم الناس به أكفهم عن الخوض فيه كما قال أهل العلم، فلا فائدة في الخوض في القضاء والقدر لأن الطريق مسدود أمام العقل في هذه الأمور، ومن خاض في ذلك فقد فتح على نفسه بابا من الوساوس والأوهام ومدخلا من مداخل الشيطان لا يسده إلا الإيمان بالقدر والتسليم بما قضى الله تعالى.
ولهذا ننصحك أن ترضى بقدر الله وقضائه وتقنع بما قسم الله لك فهذا أحسن وسيلة للتعامل مع مشكلتك إن كانت مشكلة أصلا، فنحن لا نعتبر من رزقه الله زوجة ذات دين وخلق صاحب مشكلة وإن كان عندها من النقص في البدن ما ليس عند الأخريات، فكم من أناس محرمون من الزوجات ومن الأولاد... فينبغي أن تنظر إلى هؤلاء وتحمد الله تعالى على ما أنت فيه من نعم، ولتعلم أن الرضا بما قسم الله تعالى هو أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ومع ذلك، نرجو أن تقرأ الفتاوى ذات الأرقام التالية لما فيها من الجوانب المفيدة بالنسبة لموضوعك: 4580، 63679، 20098، 20434، 34841، 38356، 53111، 53994.
والله أعلم.