الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره لبيد بن الأعصم من يهود زريق، وكانت المدة التي أصابه فيها السحر أربعين يوما. وفي بعض الروايات أنها ستة أشهر. وجمع بعض أهل العلم بين الروايتين بأن مدة العملية من بدايتها إلى نهايتها كانت ستة أشهر؛ لكن تأثيرها المباشر عليه صلى الله عليه وسلم كانت مدته أربعين يوما فقط. ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن ابن سعد قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم، وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا فقالوا يا أبا الأعصم: أنت أسحرنا وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه، فجعلوا له ثلاثة دنانير، فأقام أربعين ليلة.. وفي رواية ... ستة أشهر، ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه، والأربعين يوما من استحكامه. فهذا النص يبين السنة التي وقع فيها السحر كما يبين مدته، وأنه أربعين يوما، أو ستة أشهر، ولم نقف على قول يزيد على ستة أشهر مما يدل على أن القول بمدة عام كامل غير صحيح.
وقد بينا كيفية ما حدث له صلى الله عليه وسلم بسبب السحر وكيف أبطل، ورد الشبهات التي أوردها بعضهم عن تأثير السحر عليه في الفتويين: 24556 ،14622.
والله أعلم.