الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن السنة أن يقدم للإمامة الأكثر اتصافاً بالصفات الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً. رواه الإمام مسلم في صحيحه.
والإمام الأعجمي الذي ذكرت إن كان يلحن في الفاتحة لحناً مغيراً للمعنى فلا يجزئ الاقتداء به إلا في حق من هو مثله، فإن كان قادراً على التعليم ولم يتعلم فصلاته باطلة، وراجع الفتوى رقم: 23898.
وإذا كان لحنه لا يغير المعنى أو كان في غير الفاتحة فالصلاة خلفه صحيحة ولو كان المصلي خلفه أتقن وأكثر حفظاً بغض النظر عن جنسيته أو أصله، لأن ميزان الفضل عند الله تعالى إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات:13}، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 45154، والفتوى رقم: 49364.
والله أعلم.