الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أتت هذه المرأة أموراً محرمة حيث سمحت لنفسها بالتحدث مع رجل أجنبي وخضعت له في القول وأنشأت معه علاقة آثمة وأذنت بالسماح له في دخول بيت زوجها والخلوة بها، وما علمت هذه المسكينة أنها اتبعت خطوات الشيطان وخالفت دينها وهتكت عرض زوجها ودنست سمعتها، وكل هذا حصل من بداية كلمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}.
وعلى العموم فما دامت هذه المرأة قد تابت توبة صادقة من تلك المعاصي بأن ندمت وعقدت العزم على عدم الرجوع، فنرجو أن تقبل توبتها لأن الحق سبحانه يقول: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}, ولتكثر من الأعمال الصالحة والاستغفار ولتستر على نفسها. وإن كان الزوج قد علم بشيء من ذلك وعلم صدق توبتها فالأولى أن يسامحها ولا يعاقبها على ذلك بالطلاق أو غيره، وليعلم أن له بذلك أجراً عند الله تعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
والله أعلم.