الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من شروط صحة النهايات تصحيح البدايات، ومن أراد أن يبارك له في زواجه فليبنه بناء صحيحا وليؤسسه تأسيسا سليما وليلجه ولوجا طيباً.
فيجتنب المحرمات والآثام التي تقع قبل وعند الولائم والأعراس، لا سيما جمع الرجال والنساء بمكان واحد فحرمة الاختلاط على هذا الوجه ومفاسده مما يعلم من الدين بالضرورة، كما بينا في الفتوى رقم: 3539.
ومن فعل ذلك وكان السبب فيه فعليه الإثم والوزر، فقد قال سبحانه وتعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}، وقال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً. رواه مسلم.
وأي سنة سيئة وإثم أكبر من أن يجمع الإنسان بين ذئاب جائعة نهمة وخراف سمان في مكان واحد، إنه بذلك يرتكب وزراً كبيراً وإثماً عظيماً في لحظة ستفنى ويبقى الإثم والعار، وإن كان سيجد في ذلك لذة ومتعة فلا خير في لذة بعدها النار، ففي الحديث الصحيح أنه: يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيمة فيصبغ في النار صبغة ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيراً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب.... رواه مسلم في صحيحه.
فننصح ذلك الشاب وتلك الفتاة أن يتقيا الله سبحانه وتعالى ويبتعدا عما يغضبه، وألا يطلبا رضا الناس بما يسخط الله، ففي الحديث: من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. رواه ابن حبان في صحيحه.
كما ننصح أهل الفتاة أن لا يكلفوا الفتى فوق طاقته، فقد أولم صلى الله عليه وسلم بحيس، وقال لعبد الرحمن بن عوف: أولم ولو بشاة. متفق عليه، فلا يجوز الإسراف والتبذير في مثل هذه المناسبات ولا في غيرها، فلنتق الله سبحانه وتعالى فإنه سائلنا غداً، فلنعد للسؤال جواباً، وإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل.
والله أعلم.