الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مشاهدة الصور العارية للنساء والاحتفاظ بها من الأمور المحرمة قطعاً. دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة. وذلك لما فيه من إطلاق البصر فيما حرم الله، والذي يؤدي بدوره إلى الوقوع في الأفكار والخواطر الشيطانية.
والواجب على من وقع في مثل هذا الأمر أن يبادر إلى التوبة إلى الله تعالى قبل أن يفجأه الموت وهو على حالة لا يرضى عنها ربه. والتوبة تتحقق بترك الذنب، والندم عليه، والعزم على عدم العودة إليه. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما في الحديث الشريف.
وأما إذا لم يتب فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له، وزوجه الحور العين، وإن شاء عاقبه وحرمه من ذلك. والمغفرة والعقاب هما من الأمور الغيبية التي لا يمكن التحقق مما سيقع منها قبل الوقوف بين يدي الله يوم القيامة.
والإصرار على الصغائر يصيرها كبائر، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار.
ومع ذلك، فلا أحد يستطيع الجزم بأن المصر على الذنب لا يغفر له. لأن المحقق أن الذي لا يغفر من الذنوب دون توبة إنما هو الشرك فقط. وكل ما سواه داخل في المشيئة، يمكن أن يغفر لصاحبه، ويمكن أن لا يغفر له. قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 116}
والله أعلم.