الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذه الأخت إن كانت أجنبية عليك، فلا يصح أن تكون أختا لك، إلا أخوة الإسلام، فإن كل مسلم تجمعك به الأخوة العامة، وهي أخوة الدين التي قال فيها سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .
وأما غير ذلك فإنما يسمى صداقة وليس أخوة. والصداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات عليهم لا تباح في الإسلام، لأنها ستؤدي إلى الحرام لا محالة. والمحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة، كالخلوة والحضن والنظر لما لا تحل رؤيته والخضوع بالقول وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الفتنة.
وقد ثبت في الحديث الصحيح أن لجوارح الإنسان حظوظا من الزنا. فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه. وفي رواية: ... والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
والله أعلم.