الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد الله الذي هداك إلى صراطه المستقيم، وأنقذك مما كنت فيه من الإثم والعصيان. واعلم أنك ـ والحمد الله ـ لست بكافر، والذي تجده من الوساوس التي ذكرتها هو دليل على إيمانك. فإن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد قالوا له: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به. قال: وقد وجدتموه؟. قالوا: نعم ، قال: ذلك صريح الإيمان. رواه مسلم. وفي بعض الروايات قالوا: لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم بها. وفي بعض روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة. وراجع الفتوى رقم: 28751. ويتضح من الحديث ثناء النبي صلى الله عليه وسلم على من وقع في مثل هذه الوسوسة، لكن بشرط عدم انسياقه وراءها، وأن يصدق بما أخبر الله به ورسوله، ويشتد خوفه من الله عز وجل. وإنما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على من هذه حاله، لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله ويزيغه فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له. فالواجب في مثل هذا المقام أن يقول الإنسان: آمنت بالله وبرسوله، ويطرد عن نفسه مثل تلك الخواطر. ويمكنك أن تراجع فتوانا رقم: 31063. للاستعانة على التخلص من هذه الوساوس. وراجع فيما يتعلق بالمعاصى السابقة التي تبت منها الفتوى رقم: 26255.