الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحه به وينبغي له فعله هو التأني والصبر وعدم التسرع في الأمور إن كانت العيوب التي بزوجته مما يمكن علاجه وإزالته ولا تمنع الاستمتاع كالشعر ونحوه. وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب الرفق في الأمر كله. متفق عليه. وقال: من حرم الرفق يحرم الخير. فينبغي له الرفق والتأني فقال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ {البقرة: 216}. وإذا لم يتبين له ذلك بأن كانت تلك العيوب مما يتعذر إزالته، أو يكلف ذلك ما لا يقدر عليه ولا يريد البقاء معها على ذلك، فليطلقها طلاقا حسنا. كما قال تعالى: فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ{البقرة: 229}. وأما إن كانت تلك العيوب التي بها من العيوب المبيحة للفسخ، ولم يعلم من حاله ما يدل على رضاه بها بعد العلم بها، وكان قد غرر به كما ذكر فله رفع ذلك إلى المحكمة وطلب الفسخ والعود بالصداق. والعيوب المبيحة للفسخ وشروط الفسخ كل ذلك ذكرناه مفصلا في الفتويين رقم: 19935، 37392. فنرجو مراجعتهما والاطلاع عليهما.