الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التقوى كما يقول الإمام القرطبي: هي اتقاء المكروه بما تجعله حاجزا بينك وبينه، فالمتقي هو الذي يتقي بصالح عمله وخالص دعائه عذاب الله. اهـ.
ولا ريب أن تقوى الله هي جماع الخير كله كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3-} وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4} وقال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق: 5}
ومن تقوى الله الأخذ بأسباب الرزق، فالذي أمر بالتقوى هو الذي أمر بالسعي في الأرض، كما قال تعالى: فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ {الملك: 15} وقال واصفا عباده المتقين: وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ {المزمل 20}. فمن اتقى الله بترك ما حرم عليه وفعل ما أوجبه عليه، وأخذ بأسباب الرزق المشروعة فهو موعود من الله بأن يرزقه رزقا حلالا.
والله أعلم.