الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع شرعاً أن يخصص المسلم غرفة من بيته لضيوفه إذا بقي من البيت ما يكفي أهله ولم يشتركوا مع الضيوف في المرافق، وربما يكون ذلك هو الأولى والأفضل إذا لم يكن فيه تكلف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: فراش للرجل، وفراش لامرأته، وفراش للضيف، والرابع للشيطان. رواه مسلم وغيره، وعلى ذلك فلا مانع أن يعد المسلم أو يخصص فراشا وغرفة وما يحتاجه الضيف في منزله.
أما الإيجار لبيت آخر أو في الفندق فلا يخفى ما فيه من التكلف المنهي عنه شرعاً، وخاصة إذا كان للشخص بيت يكفي أهله وضيفهم، فقد روى الطبراني وغيره عن سلمان رضي الله عنه قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكلف للضيف ما ليس عندنا.
وما دام البيت ملكا لك ويتسع لأهلك وضيوفك -دون تكلف- فلا معنى لقول هذا الشيخ بتحريم تخصيص جزء منه لضيوفك، فقد كان السلف الصالح يستضيفون ضيوفهم في بيوتهم ولا حرج في ذلك -في حد ذاته- إن شاء الله تعالى، وللمزيد عن حكم الضيافة وحقوق الضيف نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 35629.
والله أعلم.