الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الصحاح تمتاز بعناية مؤلفيها بجمع صحيح الحديث وترك ضعيفه وترتيب الحديث حسب الموضوعات، كما عمل البخاري ومسلم.
وأما كتب السنن فإنها اعتنت بجمع الأحاديث حسب الموضوعات، ولم يلتزم مؤلفوها بالاقتصار على الأحاديث الثابتة، بل أدخلوا فيها بعض الأحاديث الضعيفة، كما عمل الترمذي وأبو داود.
وأما المسانيد فإنها تمتاز بأن أصحابها جمعوا مسند كل صحابي على حدة من دون اعتبار لحال الحديث صحة وضعفاً ومن غير ترتيب موضوعي، كما عمل الإمام أحمد والحميدي.
وأما المعاجم فإنها تمتاز بجمع المؤلفين أحاديث رووها حسب ترتيب الصحابة أو شيوخهم، حيث يأتي المؤلف بمرويات كل شيخ أو صحابي وحده من دون عناية بالموضوعات ولا اعتبار للصحة مثل ما عمل الطبراني في الأوسط، فقد جمعه حسب شيوخه، وفي الكبير فقد ذكر ما تيسر له عن كل صحابي.
وأما المصنفات فإنها تمتاز بجمع الأحاديث حسب الموضوعات مع إضافة الآثار المروية عن السلف في ذلك الموضوع دون التزام بالصحة، فاجتمع فيها المرفوع الصحيح وغيره مع الموقوف والمقطوع، كما عمل عبد الرزاق وابن أبي شيبة في مصنفيهما.
والله أعلم.