الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على سؤالك يجدر بنا أولاً أن نشير إلى أمرين مهمين:
الأول: أنه ينبغي في الأمور المتعلقة بالزواج -كالشروط والتجهيز- أن توثق وذلك تفادياً للخلاف في المستقبل.
الثاني: أن على الزوجين حل أمورهما سويا بعيداً عن تدخل الآخرين حتى وإن كانوا من أقرب الأقارب وخاصة إذا كان في تدخلهم تعقيد للمشكلة، وهذا ما لاحظناه للأسف من تدخل أهلك وأهل زوجتك، هذا من حيث العموم.
أما بخصوص مشكلتك فالذي ننصحك به هو أنه إذا أمكن إصلاح الوضع بينك وبين هذه المرأة وإرجاعها إلى عصمتك مرة ثانية إن كنت طلقتها فهذا أحسن وذلك حفاظاً على تربية ولديكما بين أبويه، وينبغي لأهلها أن يسعوا إلى مساعدتك في ذلك لأن هذا يدخل في التعاون على البر الذي أمر الله تعالى بالتعاون عليه في قوله: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
فإن تعذرت الأمور بحيث لا يؤمل في إصلاحها فالأولى أن تصرف نظرك عن التعلق بهذه المرأة وتسارع إلى إعطائها حقوقها إن كانت لها حقوق عليك كمؤخر الصداق والنفقة والكسوة زمن العدة أو نحو ذلك، ولا تعرض نفسك وسمعتك إلى الوقوف في المحاكم، فإن استعصي الأمر ولم يمكن الحل فالمحاكم الشرعية هي التي تمكنها أن تفض النزاع وتقطع الخصام.
والله أعلم.