الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن مما يؤلم القلب ويدميه انتشار تلك المعازف بين المسلمين انتشار النار في الهشيم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" رواه البخاري. فتضمن هذا الحديث الإخبار عن حال كثير من المسلمين، وما هم عليه من الإسترسال في هذا المحرم، بحيث إن الموسيقى تعومل معها كما يتعامل مع الحلال، فهذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، حيث تضمن الإخبار عن مغيب وقع، وتضمن أيضا أن المعازف (آلات اللهو ـ الموسيقى) حرام لدلالة كلمة يستحلون، وهي لا تكون إلا للمحرم، بل أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم عن أقوام يخسف بهم لولوغهم في أنواع المحرمات وجمعهم بينها، فقال صلى الله عليه وسلم: "ثم ليشربن أناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، وتضرب على رؤوسهم المعازف، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير" رواه البيهقي.
وهذا الخبر فيه وعيد شديد لأصحاب هذه الملاهي وغيرها من المحرمات. نسأل الله العافية والسلامة وحسن الختام.
والله أعلم.