الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك على التزامك بدينك وجزاك الله خيراً على تمسكك واعتزازك بحجابك لا سيما وأنت في بلاد تعج بالسفور والتبرج بل والعري، ولا شك أن المسلمة مأمورة بالحجاب الساتر، الذي سبقت أوصافه في الفتوى رقم: 6745.
والمسلمة عندما تلبس حجابها فإنها تؤدي عبادة أمر الله ورسوله بها، وهي بذلك تطيع ربها ومولاها وتحفظ نفسها من أن تنظر إليها عين خائنة أو يطمع فيها قلب مريض، وسبق في الفتوى رقم: 5224 خلاف العلماء في وجوب تغطية الوجه والكفين من المرأة أمام الأجانب.
وأن المتفق عليه أنه يجب سترهما عند خوف الفتنة بها أو عليها، ولا شك أن الوالدين لهما حق وطاعتهما واجبة في المعروف، فإن أمرا بمعصية فلا طاعة لهما، وقد ذكرت أنهما يأمرانك بالعودة إلى الحجاب السابق الذي وصفته بأنه (حجاب مزين مزركش ملفت للنظر)، وهذا ليس حجابا شرعياً وبالتالي ليس لك طاعتهم في ذلك.
وأما إن كانا يريدان منك عدم تغطية الوجه لأنهما يريان أنه ليس واجبا على المرأة تغطية الوجه والكفين أخذا بقول من قال بجواز ذلك مع عدم اعتراضهم على تغطية جميع البدن بما في ذلك الشعر، فنرى أن تناقشيهم في المسألة وتبيني لهم أن ذلك عند عدم وجود فتنة، وأما عند وجود الفتنة فلا، وأن الأحوط على كل حال الستر الكامل في حال الخروج من البيت.
فإن أصرا على رأيهما فلا نرى مانعاً من موافقتها حيث لا تخشى الفتنة من كشف الوجه، ويمكن استخدام الحكمة في ذلك والتوفيق بين طاعتهم والالتزام بتغطية الوجه بأن تأخذي الخمار (الإسدال) معك في حقيبتك عند الخروج وتقولين لهم سألبسه عند وجود رجال أجانب فقط، أو عند خشية الفتنة مثلاً، وفقك الله وسدد خطاك وثبتنا وإياك على صراطه المستقيم.
والله أعلم.