الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعنى كلام ابن الزاغوني أن الدعاء سبب فقط -لجلب النفع ودفع الضر- لا أكثر من ذلك، أما النافع والضار في الحقيقة فهو الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، قال الله تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {يونس:107}
ولكن جعل الله للنفع والضر أسباباً، والسبب لا يستقل بنفسه بل تأثيره متوقف على إجابة الله، ولهذا استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعوة لا يستجاب لها، كما رواه مسلم عن زيد بن أرقم، قال ابن تيمية: القول الثالث وهو الصواب وهو أن الدعاء والتوكل والعمل الصالح سبب في حصول المدعو به من خير الدنيا والآخرة. انتهى.
أما ابن الزاغوني: فهو أ بو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن السري شيخ الحنابلة، ولد عام خمس وخمسين وأربعمائة، وتوفى سنة سبع وعشرين وخمسمائة. قال ابن كثير: الإمام المشهور قرأ القراءات، وسمع الحديث، واشتغل بالفقه والنحو واللغة، وله المصنفات الكثيرة في الأصوال والفروع، وله يد في الوعظ. انتهى من البداية والنهاية، وقال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة: شيخ الحنابلة ببغداد، وكان إماماً فقيها، متبحراً في الأصول والفروع، متقنا، شاعراً، واعظاً. انتهى.
والله أعلم.