الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر أهل التفسير وعلوم القرآن لسورة البقرة عدة أسماء، منها: البقرة: فقد ورد هذا الاسم لها في عدة أحاديث مرفوعة، منها: قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان. رواه مسلم.
ومنها: الزهراء. فقد سميت بذلك هي وسورة آل عمران، كما في صحيح مسلم مرفوعاً: اقرأوا الزهراوين: البقرة وآل عمران..
ومنها: سنام القرآن، كما في الترمذي مرفوعا: لكل شيء سنام، وسنام القرآن سورة البقرة، وفيها آية هي سيدة القرآن: آية الكرسي.
ومنها: فسطاط القرآن. كما جاء في الدر المنثور عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن، فتعلموها، فإن تعلمها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة أي السحرة.
وقال ابن كثير في التفسير: كان خالد بن معدان رضي الله عنه يسمي البقرة فسطاط القرآن.
وقد ذكر لها الشيخ محمد أحيد الشنقيطي في نظمه لأسماء سور القرآن الكريم اسمين آخرين زيادة على ما ذكر وهما البكر والعوان.
فهذه ستة أسماء ذكرها أهل العلم لهذه السورة الكريمة، وهي: البقرة، الزهراء، سنام القرآن، فسطاط القرآن، البكر، العوان.
وبعض الأسماء المذكورة أقرب إلى أوصاف تشريف منها إلى أعلام.
قال أهل التفسير: هذه السورة العظيمة مدنية باتفاقهم. ونسب ابن كثير لبعض العلماء أنها اشتملت على ألف خبر، وألف أمر، وألف نهي.
وأما عدد آياتها وكلماتها: وحروفها: فقال عنه ابن كثير: قال العادون: آياتها مائتان وثمانون وسبع آيات، وكلماتها ستة آلاف كلمة ومائتان وإحدى وعشرون كلمة، وحروفها: خمسة وعشرون ألفا وخمس مائة حرف.
وما ذكره ابن كثير رحمه الله من عدد الآيات هو بالعدد البصري، ويمكن أن تجد خلاف ذلك في بعض المصاحف التي تعد بالعدد المدني أو الكوفي.
والله أعلم.