الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فينبغي للمدرس أو المتحدث أن يميز بين القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى وبين غيره من كلام المخلوقين، فهذا من تعظيم حرمات الله تعالى وشعائره التي أمر الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. فأداء القرآن الكريم هو الذي يختص بالترتيل وتطبيق أحكام التجويد من المد والغنة كما أمر الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً. وأما الشعر وغير ذلك من كلام الناس فلا يقرأ بأحكام التجويد، وهذا ما كان معروفا عند السلف الصالح رضوان الله عليهم، ففي صحيح البخاري: أن رجلا قال لابن مسعود قرأت المفصل البارحة، فقال: ابن مسعود منكرا: هذَّا كهذِّ الشعر... . ومعنى هذا أنهم لم يكونوا يقرأون الشعر كقراءة القرآن. ولا مانع أن يقرأ الشعر بهدوء وتفصيل وإبراز لمعانيه وخاصة إذا كان فيه حكم ومواعظ... وفي وقت الدرس والحديث. ولكن لا ينبغي أن يؤدى كأداء القرآن الكريم، وأخطر ما في ذلك أن يظن العوام أنه من القرآن الكريم. وعلى من سمع شيئا من ذلك أن ينصح الفاعل، ويبين له أن هذا لا ينبغي لما فيه من مساواة كلام الله تعالى بكلام البشر.. وما فيه من التدليس على العوام. وليكن ذلك بطريقة ودية ونصيحة خالصة واحترام تام، وخاصة إذا كان ذلك لأهل العلم.