الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد تبين من كلامك حرصك الشديد على هذا الخاطب وهذا لا حرج فيه، ولا تؤاخذي عليه، لاسيما إذا كان هذا الشاب مرضيا في دينه وخلقه، فتمنيك أن يكون من نصيبك وحتى دعائك بذلك وسعيك بالوسائل الشرعية ومنها الدعاء في إصلاح الأمور أمر جائز ولا شيء فيه.
لكن اعلمي أن الخير في ما اختاره الله، فاسأليه أن يختار لك ما فيه خير وصلاح لك في دينك ودنياك.
وقد أحسنت عندما صليت صلاة الاستخارة في أمرك المذكور، وإذا كان لك فيه نصيب فسيكون من نصيبك إن شاء الله، فإن كل شيء بقضاء وقدر، فإذا صرف عنك بعد استخارتك الله فاعلمي أن ليس فيه خير لك فارضي بذلك.
أما الرؤيا التي رأتها أمك فالمعول عليه هو ما انشرح له صدرك وتيسر لك بعد الاستخارة، فإن الرؤيا لا يبنى عليها أمر ديني أو دنيوي، بحيث يعمل بمقتضاها كفا أو امتثالا، فالرؤيا تسر ولا تضر بإذن الله. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره. رواه البخاري.
والله أعلم.