الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن ليلة القدر لها خير كثير، وليس استجابة الدعاء فقط، ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
فعلى المسلم أن يستغل هذه الفرصة المباركة فيقوم الليلة ويكثر من الدعاء والتوبة والاستغفار وتلاوة القرآن والذكر وسائر العبادات، وبركة هذه الليلة تستمر من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، كما بين ذلك أهل التفسير. قال ابن العربي في أحكام القرآن: إن ليلة القدر هي كلها خير وبركة. وقال صاحب الدر المنثور عند تفسير قول الله تعالى: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ {القدر: 5}. قال: وذلك من غروب الشمس إلى أن يطلع الفجر. وقال الطبري: سلام ليلة القدر من الشر.
وعليه، فليلة القدر ليست لحظة معينة كما هو وارد في ساعة الإجابة من يوم الجمعة وإنما الليلة كلها محل للدعاء ولسائر العبادة.
والله أعلم.