الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بحث الشوكاني هذه المسألة في إرشاد الفحول، فأجاد وأفاد قال رحمه الله: اختلف أهل العلم في تعديل المبهم كقولهم: حدثني الثقة أو حدثني العدل، فذهب جماعة إلى عدم قبوله ومنهم، أبو بكر القفال الشاشي والخطيب البغدادي والصيرفي والقاضي أبو الطيب الطبري والشيخ أبو إسحاق الشيرازي وابن الصباغ والماوردي والروياني. وقال أبو حنيفة يقبل، والأول أرجح لأنه وإن كان عدلاً عنده فربما لو سماه كان مجروحاً عند غيره. قال الخطيب لو صرح بأن جميع شيوخه ثقات ثم روى عمن لم يسمه لم نعمل بروايته لجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة، قال نعم لو قال العالم كل ما أروي عنه وأسميه فهو عدل رضى مقبول الحديث كان هذا القول تعديلاً لكل من روى عنه وسماه كما سبق .
ومن هذا قول الشافعي في مواضع كثيرة: حدثني الثقة، وكذا كان يقول مالك. وهذا إذا لم يعرف من لم يسمه، أما إذا عرف بقرينة حال أو مقال كان كالتصريح باسمه فينظر فيه.
قال أبو حاتم: إذا قال الشافعي أخبرني الثقة عن ابن أبي ذئب فهو ابن أبي فديك، وإذا قال أخبرني الثقة عن الوليد بن كثير فهو عمرو بن أبي سلمة، وإذا قال أخبرني الثقة عن ابن جريح فهو مسلم بن خالد الزنجي، وإذا قال أخبرني الثقة عن صالح مولى التوأمة فهو إبراهيم بن أبي يحى.
والله أعلم.