الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على هذا البحث المفيد والعرض الشيق، فنسأل الله أن يجزيك خيرا وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
أما عن السؤال فالكلام عنه من جهتين:
الجهة الأولى: في ثبوت أثر الشفاء، فإن أثر الشفاء هذا قد ذكر في ترجمتها في عدة مراجع كما أشرنا إليها في الفتوى رقم: 51901 ولكننا لم نقف له على إسناد، وقد أوقفتنا جزاك الله خيرا على إسناد له عند أبي عاصم وفيه ما ذكرته من علل ثلاث، وهذه العلل تعد من العلل القادحة في الصحة عند أهل الحديث بل تكفي علة واحدة منها لضعفه.
والجهة الثانية: أنه على فرض ثبوت ذلك من عمر فليس فيه دليل على ما يريد العلمانيون من تولية المرأة الولاية العامة لأن أمر السوق ليس كذلك كما لا يخفى، فهو كتولية المرأة شؤون بنيها وبيتها وفي ذلك نوع ولاية، وليس كل ولاية تمنع منها المرأة بل الولاية العامة.
أما عن تولية المرأة القضاء فهي مسألة خلافية بين الفقهاء على تفاصيل أشرنا إليها في الفتوى المحال عليها.
والعلمانيون غير محتاجين للتدليل من الشرع على ما يقولون لأنهم لا يقيمون للشرع وزنا فأين هم من الأدلة الصريحة البينة في أن فصل الدين عن الحياة خروج عن الدين والملة.
والكلام عن هذا الموضوع لا تتسع له فتوى بل يحتاج إلى بحث خاص، ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
والله أعلم.