الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصح به الأخوين المذكورين وأبناءهم هو تقوى الله تعالى وصلة الرحم والبعد عن كل ما يجر إلى الشحناء والبغضاء وقطيعة الرحم ... من التسبب في آذية بعضهم بأي وسيلة. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً {الأحزاب:58}. ويكون الإثم أعظم إذا كان ذلك عن طريق المكر والكيد... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. رواه ابن حبان في صحيحه وله أصل في صحيح مسلم. كما نذكرهما بقول الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40}. وعلى إخوانهم وأهل الخير جميعا أن يسعوا لإصلاح ذات بينهم، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات:10}. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يارسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة. وفي رواية: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. رواه أحمد وأصحاب السنن. ولا بد من التسامح والتنازل من الطرفين وإزالة الأسباب التي أدت إلى المشاكل حتى تصفو النفوس وتطمئن القلوب.