الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن استضافتكم لهذه الفتاة العاصية هو من الإحسان إليها، وفيه حفظ لدينها، لأنها إن لم يؤها الأمناء فسيؤويها الأشقياء، ولربما جروها إلى ما هو أعظم. والواجب عليكم أن تخوفوها بالله وبأليم عقابه وبعظيم الجرم الذي قارفته، واستعينوا على ذلك بالفتو يين: 1602 ،26237. ويجب عليكم كذلك أن تأمروها بالتوبة إلى الله، وأن تعرفوها شروط التوبة النصوح، وهي موجودة في الفتوى رقم: 9694. ونوصيكم أن لا تعينوا الشيطان عليها، وأن لا تقنطوها من رحمة الله، فقد قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب، فقال صلى الله عليه وسلم: اضربوه، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: لا تقولوا هكذا لا تعينوا عليه الشيطان. رواه البخاري. ولكم أن تستفيدوا من الفتوى رقم: 25397. ونحذركم من أن تشمتوا بها أو أن تعيروها بذنبها، وانظر الفتوى رقم: 53043. هذا، ويجب عليكم في فترة إقامتها معكم أن تتخذوا التدابير التي من شأنها أن تحفظ دينكم ودينها، من غض للبصر وعدم اختلاء الرجال الأجانب بها وتخصيص حجرة لها مع المرافق إن أمكن ونحو ذلك.