الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالكبيرة هي الذنب الذي ترتب عليه حد في الدنيا نحو قتل العمد والزنا والسرقة أو جاء فيه وعيد في الآخرة من عذاب أو غضب أو تهديد أو لعن فاعله في كتاب الله أو على لسان محمد صلى الله عليه وسلم مثل أكل مال اليتيم والسحر والفرار من صف القتال.
وعليه، فكشف عورة الرجل عمداً أمام الغير لا يُعد من الكبائر لأنه لم يرد فيه شيء مما ذكر، بل هو من الصغائر، وإذا قلنا إنه من الصغائر فليس معنى ذلك أن للمرء أن يتساهل في شأنه، فالصغيرة مع الإصرار عليها قد تتحول إلى كبيرة، والإدمان عليها قد يسبب لصاحبها الهلاك.
روى الإمام أحمد في المسند أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه.
وتكفير الصغائر مثل تكفير الكبائر يكون بالتوبة النصوح، بالإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العود إليه مع الإخلاص في ذلك.
وكذلك تكفر الصغائر بالعمل الصالح وباجتناب الكبائر وراجع الفتوى رقم: 3000. والفتوى رقم: 35144، ورقم: 51247.
والله أعلم.