الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
وشارب الخمر غير كفء وغير مرضي في الدين فما كان ينبغي لوالدك أن يزوجك به، أما وقد تزوجت به ورزقت منه أولاداً فنوصيك بما يأتي:
1- النصيحة له ببيان أن شرب الخمر كبيرة من الكبائر، ويجب البعد عنها واجتنابها، لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ {المائدة:90-91}، وقد جاء في ذم شارب الخمر وعقابه أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر حرام، وإن على الله عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال. قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار أو عصارة أهل النار. أخرجه مسلم والنسائي.
ولا تقبل صلاته أربعين صباحاً، لقوله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال. أي: صديد أهل النار. أخرجه الترمذي بسند حسن. ومثله عند أبي داود والنسائي.
2- حاولي إبعاده عن رفقاء السوء فإن مصاحبة أصدقاء السوء خطر عظيم وبلاء كبير، يعرض الإنسان لأنواع من المفاسد في دينه ودنياه.
3- الدعاء له بالهداية لعل الله أن يشرح صدره ويتوب إلى الله تعالى ويصلح حاله.
4- ذكريه بالموت وأن الموت يأتي بغتة، وأنه سيلقى الله وسيسأله عن عمله وليس عليك إثم من إخبار أهلك وأخته بما يفعل إذ لا إثم على متظلم أو مستعين على إزالة منكر من إخبار من يرى أن له قدرة على زجر وردع الظالم أو المرتكب للمنكر كما قال الناظم:
القدح ليس بغيبة في ستة * متظلم ومعرف ومحذر
ولمظهر فسقا ومستفت ومن * طلب الإعانة في إزالة منكر
ولا ينقص إشراك الغير في حل مشاكلك من أجر صبرك إن شاء الله إن لم يكن على سبيل التشكي والتسخط على قدر الله.
والله أعلم.