الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن قراءة القرآن فيها من الخير الكثير وجزيل الأجر ما لا يخفى، أحرى إذا كانت في رمضان، ولكنا لم نقف على حديث أو أثر يدل على الأمر بالابتداء بالقراءة من بداية المصحف الشريف عند دخول رمضان أو التوقف عن متابعة الختمة والرجوع إلى أول المصحف عند بداية رمضان، بل إنهم ذكروا استحباب مواصلة القراءة حتى يختم، فإذا ختم شرع في ختمة أخرى.
قال النووي في التبيان: يستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في ختمة أخرى، فقد استحبه السلف. انتهى
وقد ذكر الفقهاء استحباب ختم القرآن في صلاة التروايح. قال في المغني: قال أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: يقرأ بالقوم في شهر رمضان ما يخف على الناس ولا يشق عليهم؛ ولا سيما في الليالي القصار، والأمر على ما يحتمله الناس، وقال القاضي: لا يستحب النقصان عن ختمه في الشهر ليسمع الناس جميع القرآن. انتهى
وعليه، فإن على الأخت الكريمة أن تستمر في ختمتها، فإن ختمت قبل رمضان بدأت ختمة أخرى، وإن لم تختم قبله أكملت ثم بدأت من جديد، فإن استطاعت أن تختم في رمضان فلا شك أن هذا هو الأفضل، وإن لم تستطع، فلا حرج في ذلك، لأن الختم ليس بواجب، وبإمكانها الاطلاع على بعض أحوال السلف الصالح في رمضان في الفتوى رقم: 26063.
والله أعلم.