الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأثر رواه البخاري في الأدب المفرد وابن السني بلفظ: ... فقال رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: محمد... وإسناده ضعيف، فيه أبو إسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن واختلط بأخرة وضعفه الألباني في تخريج الكلم الطيب.
أما أثر مجاهد ففي إسناده غياث بن إبراهيم وهو متروك رمي بالوضع، قال ابن معين: كذاب، فالأثر موضوع كما قال الألباني.
وإن صح الأثر فلا حجة فيه على جواز الاستغاثة بغير الله ودعاء الغائب والتوسل به، بل هو دال على أن ذكر الحبيب عند خدران الرجل من باب التداوي وهو من العادات المحضة عند العرب قبل الإسلام وبعده، وقد بين ذلك الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه (هذه مفاهيمنا): وقيل: إنه دواء مجرب صحيح حيث إن هذا مما ينشط حركة الدم، وقد ذكر الألوسي في (بلوغ الأدب في أحوال العرب) عدداً من الأشعار التي كانت تقال في الجاهلية والإسلام عن هذا الأمر منها:
رب محب إذا ما رجله خدرت نادى كبيشة حتى يذهب الخدر
أما ذكر ابن تيمية لهذا الأثر، فمن باب الطب والتداوي والعادات المجربة في الجاهلية والإسلام ولا يعتبر هذا توسلاً لعدم توافر القصد للتوسل.
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية حكم التوسل والمنع منه بياناً شافياً مفصلاً لا إجمال فيه فلا يترك هذا البيان لذكره أثراً ضعيفاً ليس في محل النزاع أصلاً.
والله أعلم.