الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أخرج الشيخان من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه، قال النووي في الرياض : قيل: كفتاه المكروه تلك الليلة، وقيل: كفتاه من قيام الليل. وأما حديث: من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة. فقد رواه الدارمي. وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة آخر آل عمران بالليل، وبيان فضل قراءتها وتدبرها والتفكر فيها، ففي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطرحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فجعل يمسح النوم عن وجهه ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران حتى ختم، ثم أتى شنا معلقا فأخذه فتوضأ، ثم قام يصلي فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه فوضع يده على رأسي ثم أخذ بأذني فجعل يفتلها، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم أوتر. وروى ابن حبان في صحيحه عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقال: عبد الله بن عمير حدثينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكت وقالت: قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة ذريني أتعبد لربي، قالت قلت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بلَّ حجره، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر! قال: أفلا أكون عبدا شكورا لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض }. والحديث صححه الألباني في الصحيحة. وأما حديث: من صلى الفجر في جماعة وقعد في مصلاه وقرأ ثلاث آيات من أول سورة الأنعام، وكل الله له سبعين ملكا يسبحون الله ويستغفرون له إلى يوم القيامة. فقد نسبه السيوطي في الدر المنثور والألوسي في روح المعاني وصاحب كنز العمال إلى الديلمي، ومن المعلوم أن كتاب الديلمي من مظان الحديث الضعيف كما بيناه في الفتوى رقم: 52378 . وأما حديث: من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال فقد رواه مسلم. وأما حديث قراءة السجدة والملك بين العشاءين فلم نقف عليه بهذا اللفظ، وقد سبق أن تكلمنا على فضلهما وفضل قراءتهما بالليل في الفتوى رقم : 46598 ، وقد بيناالكلام على حديث يس في الفتوى رقم: 18178 . وأما حديث سورة الدخان فلم نعثر عليه بهذا اللفظ وقد بينا في الفتوى رقم: 5110، تضعيف كثير مما ورد من فضائل سورة الدخان. وأما حديث سورة يس والصافات فلم نعثر عليه بهذا اللفظ، وراجع في تضعيف حديث الواقعة الفتوى رقم: 13140، وراجع في شفاعة الملك لمن قرأها الفتوى رقم: 27354 والفتوى رقم: 27184 ، وأما حديث خواتيم الحشر فقد نسبه السيوطي في الجامع الصغير إلى ابن عدي وإلى البيهقي في الشعب ولفظه هو : من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجب الجنة . وقال الألباني في تحقيقه : ضعيف جدا. وأما حديث نظر القارئ لسورة التكوير والانفطار والانشقاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نعثر عليه، وإنما روى الترمذي وأحمد من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ: إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الألباني في السلسلة وصحيح الجامع. وأما حديث علي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة: سبح اسم ربك الأعلى. فقد رواه أحمد وقال الهيثمي: فيه ثوير بن أبي فاختة وهو متروك. وقال فيه الألباني: ضعيف جدا. وأما حديث الزلزلة فقد قال فيه الذهبي والألباني إنه منكر. وأما حديث قل يا أيها الكافرون فقد صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي وصحيح الترغيب. وأما سورة التكاثر فقد ضعف حديثها الألباني في ضعيف الترغيب. وأما حديث سورة الإخلاص فهو حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم. وراجع الفتوى رقم: 51256 والله أعلم.