الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث جزء من حديث حذيفة بن اليمان في الفتن، وأصل الحديث في الصحيحين، إلا أنهما لم يرويا هذا الجزء الذي سألت عنه، وإنما رواه ابن هبة الله في تاريخ دمشق، وقد جمع الشيخ الألباني رحمه الله روايات الحديث وصحح هذا اللفظ.
ولفظ الحديث في الصحيحين عن حذيفة هو: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، فقال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
ولفظه في تاريخ مدينة دمشق هو: عن حذيفة قال: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أدركه فأنكر القوم قولي، قال: قد أرى الذي في وجوهكم، أما القرآن فقد كان الله آتاني منه علما، وإني بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قلت يا رسول الله: أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله، هل بعده من شر كما كان قبله شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه؟قال: السيف. قلت: وهل للسيف من بقية؟ قال: هدنة على دخن. قلت: يا رسول الله: ما بعد الهدنة؟ قال: دعاة الضلالة، فإن لقيت لله يومئذ خليفة في الأرض فالزمه، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك فاهرب في الأرض جد هربك حتى يدركك الموت وأنت عاض على أصل شجرة، قلت: فما بعد دعاة الضلالة؟ قال: الدجال. قلت: فما بعد الدجال؟ قال: عيسى ابن مريم. قلت: فما بعد عيسى ابن مريم عليه السلام؟ قال: ما لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب ظهرها حتى تقوم الساعة.
وإليك رواياته الثابتة التي جمعها الشيخ الألباني في الصحيحة:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فنحن فيه، وجاء بك، فهل بعد هذا الخير من شر كما كان قبله؟ قال: يا حذيفة: تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرات. قال: قلت يا رسول الله: أبعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. قلت: فما العصمة منه؟ قال: السيف. قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ وفي طريق: قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم، وفيه، وفي طريق: تكون إمارة، وفي لفظ جماعة. على أقذاء وهدنة على دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم، وفي طريق أخرى: يكون بعدي أئمة يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. وفي أخرى: الهدنة على دخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت يا رسول الله: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم، تسمع وتطيع الأمير، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك، وفي طريق: فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم، وفي أخرى: فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فالزمه، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فإن لم تر خليفة فاهرب في الأرض حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، قال: قلت: فبم يجيء؟ قال: بنهر أوقال: ماء ونار، فمن دخل نهره حط أجره ووجب وزره، ومن دخل ناره وجب أجره وحط وزره. قلت: يا رسول الله: فما بعد الدجال؟ قال: عيسى ابن مريم. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: لو أنتجت فرسا لم تركب فلوها حتى تقوم الساعة.
والله أعلم.