الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشر الناس أشدهم بعدا عن منهج الله، وكلما زاد المرء بعدا عن هذا المنهج ازداد استحقاقا للوصف بأنه أكثر شرا، وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تصف طوائف بأنهم شر الناس لبعض الخصال السيئة الموجودة فيهم. من ذلك ذو الوجهين، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ... وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه. وفي حديث آخر: إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره. متفق عليه. وهذا لفظ البخاري وروي في الصحيحين بلفظ آثر وفيه اتقاء فحشه. وفي سنن النسائي ومسند الإمام أحمد: وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه. وفي سنن ابن ماجه عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبد أذهب آخرته بدنيا غيره.