الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنظر إلى المرأة الأجنبية محرم، والحمد لله الذي من عليك بالتوبة من ذلك، ونسأله سبحانه أن يثبتك عليها حتى الممات، واعلم أنه لا يخلو من نظر إلى امرأة أو إلى صورة إباحية عبر التلفاز ونحوه وهو صائم في رمضان من أحد احتمالين:
الأول: أن يكرر النظرة إلى المرأة، وله ثلاث حالات:
الأولى: أن لا ينزل، فلا يفسد صومه بغير خلاف، كما ذكر ابن قدامة في المغني، ولا قضاء عليه، ولا كفارة.
الثانية: أن ينزل المني فيفسد على الراجح، لأنه تسبب في إنزاله، ولأنه خرج منه بشهوة فأشبه القبلة، وكذلك الاستمناء يفسد الصوم، وكلاهما يوجب القضاء دون الكفارة، لأن الكفارة تجب على من أفسد صومه بجماع، وكفارته هي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، لكل مسكين مد من بر أو نحوه، ولا يجزئ التكفير بالإطعام مع القدرة على الصيام على الراجح من أقوال أهل العلم.
والثالثة: أن يمذي بتكرار النظر، فلا يفطر، لأنه لا نص في الفطر، ولا يمكن قياسه على إنزال المني، لمخالفته إياه في الأحكام، فيبقى على الأصل.
الاحتمال الثاني: أن ينظر مرة ويصرف بصره فلا يفسد صومه، سواء أنزل أم لم ينزل، لأن النظرة الأولى لا يمكن التحرز منها، ولأنه قد عفي عن النظرة الأولى، لحديث: لك الأولى وليست لك الثانية. ولا قضاء ولا كفارة. وتجب التوبة النصوح من جميع ذلك.
والله أعلم.