الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي وقع بين هذا الشاب وتلك المرأة لا يعد نكاحا، وإنما هو محض زنا والعياذ بالله، وذلك لعدة أمور:
الأول: أنه وقع بدون ولي، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل. رواه أحمد وأبو داود وصححه السيوطي والألباني.
الثاني: أنه وقع دون شهود، لأن العاقد صرح بأنه سيقول أثناء العقد إنه وقع بشهادة شخصين معينين دون أن يكون أخبرهما به، وقد روى ابن حبان والبيهقي وصححه الذهبي من حديث عمران بن حصين مرفوعاً: لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل.
الثالث: أن السؤال لم يتضح فيه ما إذا كانت هذه المرأة متزوجة وقت العقد عليها أم لا، لكثرة ما ذكرت من طلاق زوجها لها، ثم هي بعد عودتها إلى العراق ترفع أمرها إلى القضاء طلبا للطلاق من زوجها السابق كما ذكرت، مما يدل على عدم وضوح المسألة.
فعليها -إذا- وعلى الشاب الذي يريد الزواج منها أن يتوبا مما ارتكباه من الآثام، ويتعلما من أحكام شرع الله ما يقومان معه بأمر دينهما، ولا مانع من أن يتزوجا من جديد بعد التوبة والاستبراء من الماء الفاسد، وعلى هذا الأب -هو الآخر- أن يتوب مما كان يريده من إرسال ابنته إلى أوروبا من غير مبرر شرعي لذلك ومن دون أن يكون معها زوج أو محرم، ونسأل الله أن يرد نساء الأمة وشبابها وشيوخها إلى التمسك بالدين والقيم والأخلاق إنه سميع مجيد.
والله أعلم.