الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه صحابي جليل من أفاضل الصحابة وعلمائهم، وكان كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان في أيام ملكه رحيماً حليماً كثير النفع للمسلمين، وفتح الفتوح وجاهد في سبيل الله، وسبب عدم عده في الخلفاء الراشدين هو أن فترة خلافته رضي الله عنه كانت بعد فترة الخلافة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة، كما يدل له الحديث: الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك. رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني، وفي رواية: خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء. رواها أبو داود والحاكم، وصححها الألباني.
وقد ذكر النووي والسيوطي أن فترة الثلاثين سنة انتهت قبل فترة معاوية رضي الله عنه.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك وكان ملكه ملكاً ورحمة؛ كما جاء في الحديث: يكون الملك نبوة ورحمة ثم تكون خلافة ورحمة ثم يكون ملك ورحمة... وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3845، 8017، 25873، 20218.
والله أعلم.