الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يؤخذ منه العلم إنما هو العالم الورع السليم في معتقده العارف بما يدرسه، والذي ذكرته عن هذا الرجل من استماع للموسيقى والأغاني ولبسه للذهب، وسوء الظن بالناس والعري والتبختر في مشيه، ومتابعة المسلسلات والنظر إلى النساء المتبرجات، وسهره في الأماكن المختلطة، وأماكن الكافرات والعاهرات، وازدرائه بالعلماء والدعاة وغير ذلك من الصفات التي ذكرتها عنه كلها أمور تنافي الورع والتواضع وأخلاق أهل العلم.
وإذا كان الذي ذكرته عن هذا الشيخ صحيحاً فلا خير في اتباعه أو مصاحبته، لأنه لا يؤمَن أن يدرِّس معلومات خاطئة، وأن يعدي طلبته بتلك الأخلاق والممارسات السيئة، والآثام والمعاصي التي ذكرت أنه لا يتركها.
ثم ما دليلك على علمه وفضله بعد كل ما ذكرته عنه، وما الدليل على أن تفسيره واستنباطاته من الآيات كانت صحيحة، وأي صدق وإخلاص للدين وغيره بعد كل هذا، وأي شبهات يخافها مع انغماسه في تلك المحرمات، إن هذا -حقا- تناقض واضح.
وبناء على هذا؛ فالواجب عليك وعلى من يريد العلم أن يتجنب هذا الشيخ ويبحث عن غيره، وإن لم يكن يوجد في البلد من يصلح للتعليم فالواجب السفر طلباً للعلم، فقد روى الإمام مالك وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: طلب العلم فريضة على كل مسلم. الحديث صححه الألباني.
والغيبة هي: ذكرك أخاك بما يكره، وقد حرمها الشرع الحنيف، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا {الحجرات:12}، وعدها العلماء من كبائر الذنوب، وهي مباحة في الجرح والتعديل للرواة والشهود وفي حال المجاهرة بالفسق، وعند التظلم، وللاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، والتحذير، والتعريف... وراجع فيها الفتوى رقم: 29510، وعليه؛ فما ذكرته لا يعد غيبة طالما أنك مستفت تريد معرفة حكم أخذ العلم ممن هذه حالته.
والله أعلم.