الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس عليكم إثم في سعيكم للستر على ذينك الشابين، ولا على رجل الهيئة، بل كلكم مأجورون إن شاء الله بما فعلتم من نجدة تلك الفتاة وذلك الشاب اللذين كانا سيتعرضان لأقسى العقاب إذا فشا أمرهما، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر مرفوعاً: من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.
وهذا إنما هو فيمن ليس معروفاً بالمعصية، وأما لو كانا معروفين بمثل هذا الفعل، فالصواب عدم الستر عليهما. قال النووي في شرحه لصحيح مسلم:... فأما المعروف بذلك فيستحب أن لا يستر عليه، بل ترفع قضيته إلى ولي الأمر إن لم يخف من ذلك مفسدة، لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والفساد وانتهاك الحرمات، وجسارة غيره على مثل فعله...
ولو وجه رجل الهيئة إلى الشابين النصائح والتوجيهات بأسلوب حكيم وبطريقة لبقة -كما ذكرت- لكان ذلك أحسن، وهو ما يأمر به ديننا الحنيف في سبيل الدعوة إلى الله. قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [النحل:125]، ونرجو الله أن يقتبل منكم وأن يهدي شباب المسلمين إلى الصراط المستقيم.
والله أعلم.