الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القط إذا كان يخاف منه حصول أذى نفسي أو مالي، وكان هذا الخوف مستنداً إلى سبب حاصل يقيناً أو ظناً غالباً، فإنه يجوز قتله ولا سيما إذا كان أسود، فإن القط الأسود قد يتمثل به الجان، وقد أفتى ابن تيمية بجواز قتل القط إن لم يمكن دفع ضره إلا بالقتل كما في مجموع الفتاوى.
وقال الزيلعي في تبيين الحقائق: وجاز قتل ما يضر من البهائم كالكلب العقور والهرة إذا كانت تأكل الحمام والدجاج لإزالة الضرر، ويذبحها ذبحاً ولا يضربها لأنه لا يفيد فيكون تعذيباً لها بلا فائدة.
واعلم أنه يتعين عليك الإحسان في قتله عملاً بما في الحديث: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته. رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني.
وبناء على ما سبق فإن أمكنك إبعاده عنك من دون قتله فلا تقتله، وإن تعين القتل وسيلة للتخلص من شره فليكن ذلك بطريقة تجهز عليه بسرعة، ونعيد التأكيد على أنه لا ينبغي قتله إلا إذا جزمت بحصول الضرر به، أو غلب ذلك على الظن وتعين القتل وسيلة إلى التخلص منه، فالوسائل للتخلص منه بغير القتل كثيرة، وننبهك إلى أنه ربما كان اتباع القط للولد ناشاً عن كونه قد ألقى إليه طعاماً أو داعبه أو نحو ذلك، فالحيوانات الأليفة يشتد تعلقها بمن يحسن إليها كما هو مشاهد، وبالتالي فيكون الأمر كله أمراً عادياً ليس فيه ما يدعو إلى القلق، وراجع الفتوى رقم: 3663.
والله أعلم.